قادة مجلس التعاون يحرجون اوباما !
يغيب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وثلاثة قادة آخرون عن قمة كامب دافيد التي دعا اليها الرئيس الاميركي باراك اوباما والتي من المفترض انها ستعقد هذا الاسبوع مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي والتي اقترحها الرئيس الاميركي لطمأنة العرب حول تطور المحادثات حول النووي الايراني والتي بدورها خلقت استياء وشكوكا في الخليج العربي.
وقد اناب العاهل السعودي ولي عهده الامير محمد نايف لرئاسة الوفد السعودي حسب بيان نشرته السفارة السعودية في واشنطن. كما اعلنت البحرين ان الملك حمد بن عيسى سيمثله ولي عهده سلمان بن حمد وسيمثل السلطان قابوس رئيس وزرائه فهد بن محمود ال السعيد اما الامارات فسينوب ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد ال نهيان عن رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد.
ولم يعد سرا ان دول محلس التعاون الخليجي يبدون قلقا متزايدا ازاء النفوذ المتزايد لايران في العراق وسوريا ولبنان واليمن وهذا القلق دفعهم الى انشاء تحالف قوي لبدء عملية عاصفة الحزم بقيادة سعودية مباشرة بغية وقف تقدم الحوثيين المدعومين من ايران في اليمن، ومنعهم من السيطرة على البلاد.
وقد تقاطعت التحاليل السياسية حول حقيقة ان عاصفة الحزم جاءت بمثابة انذار مباشر وشديد من دول محلس التعاون الخليجي الى كل من الولايات المتحدة وايران في آن معا ان امن المنطقة خط احمر ولا يمكن ان يكون بيد ايران او ان يكون لايران دور اكبر من دورها كدولة خليجية متواجدة في المنطقة.
يقول المسؤولون الاميركيون ان هذه القمة "مرتقبة منذ زمن"، وأحد أهم أهدافها هو تشكيل بنية دفاع مشتركة في الخليج تشمل "مكافحة الارهاب والأمن البحري والأمن الإلكتروني ومنظومات الدفاع البالستية المضادة للصواريخ". كما ان من المفترض ان يتم التباحث خلال القمة في النزاعات التي تشهدها سوريا وليبيا والعراق.
غير ان متابعين للمحادثات الاميركية الايرانية يؤكدون ان الرئيس اوباما اوقع نفسه في مطب صعب فهو كان يعتقد قبل عملية عاصفة الحزم ان مهمته ستكون سهلة باقناع قادة الخليج العربي بايجابية الاتفاق مع ايران وطمأنتهم ان الولابات المتحدة لن تتخلى عنهم، الا ان هذا الامر بات شبه مستحيل بعد عملية عاصفة الحزم، لان عرب الخليج ارادوا ان يقولوا بواسطة الحرب في اليمن انه لم يعد هناك ثقة بادارة اوباما لملف الشرق الاوسط.
وفي رسالة واضحة الى اوباما في قمة كامب دافيد أعلن العاهل السعودي أمس (الأحد) ان التدخل العسكري بقيادة المملكة في اليمن جنب تحويل هذا البلد الى منطلق "لمؤامرة اقليمية" الهدف منها "زعزعة استقرار دول المنطقة". وأضاف الملك سلمان في كلمته "ما كان للمملكة من غرض في عاصفة الحزم سوى نصرة اليمن الشقيق والتصدي لمحاولة تحويله الى قاعدة تنطلق منها مؤامرة اقليمية لزعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة وتحويلها الى مسارح للارهاب والفتن الماحقة والصراع الدامي على غرار ما طال بعض دول المنطقة".
غياب معظم قادة مجلس التعاون الخليجي عن القمة مع اوباما وبغض النظر عن الاعذار المقدمة بشأن هذا الغياب لا يمكن الا ان يقرأ انه انذار مهم وخطير الى الرئيس الاميركي ان سياسته المتبعة في الملف الايراني خاصة وملف منطقة الشرق الاوسط بشكل عام غير مقبولة.
الموسم