top of page

حتى يُستكمل النصر في غزة


برغم الفرحة التي عمّت معظم الشوارع العربية عامة والشارع الفلسطيني خاصة، الا انه لا يجب ان ننسى ان هذا النصر الذي استحقه اهل غزة عن جدارة بصمودهم الرائع، قد دفعوا ثمنه هم لا غيرهم دماء وارواحا من خيرة اطفالهم وابنائهم وبناتهم. ودفعت غزة لا غيرها دمارا هائلا مهولا وخرابا في البنى التحتية وشللا تاما في المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والانمائية.

وحتى لا يذهب هذا النصر سدى ويٌستكمل وتتم الفرحة به على اكمل وجه، لا بد ان تعمل القيادات الفلسطينية جميعها يدا واحدة من اجل اعادة ما تهدم ومن اجل تكريم هؤلاء الشهداء الذين دفعوا حياتهم ثمنا لهذا النصر.

وحتى يُستكمل النصر بالكامل لا بد من اعادة النظر بالاستراتيجية القومية لفلسطين والعمل على اعادتها الى حضن الوطن بكل الوسائل المتاحة.

ولكي تكون هذه الاستراتيجية فعالة وجب اولا ان تُستأصل الفتنة من جذورها وتقوم مصالحة شاملة بين الفلسطينيين على اساس استراتيجية سياسية واضحة لمقاومة فعالة لا تُستزف من وقت لوقت بقتال الاخوة مع بعضهم البعض.

وهذا الكلام ينسحب ايضا على العلاقات مع الدول العربية. فيجب ان يكون الهم الفلسطيني الاول منحصرا بالبيت الفلسطيني فقط، وكل ما هو شأن خارجي يكون على اساس المعاملة الطيبة بين فلسطين والدول العربية الاخرى بغض النظر عن سياسات تلك الدول توافقت ام لم تتوافق مع السياسة الفلسطينية. اذ يجب ترتيب البيت اولا وبعد ذلك ينصرف اهل البيت لترتيب العلاقات مع الدول الاقليمية ثم العالم.

والنصيحة المخلصة هي الابتعاد كليا عن الولايات المتحدة وحلفائها، وترتيب البيت من غير قبول اية مساعدة منها، فهي لن تتخلى عن سياستها بالمساعدة بشروط تكون عادة لصالح اسرائيل.

تحسين العلاقات مع الدول العربية من شأنه ان يكون له منفعة مزدوجة. المنفعة الاولى مادية حصرا من اجل عمار ما تهدم وتحصين المستقبل بما يتطلب من وسائل تحتاج اليها المقاومة.
اما المنفعة الثانية هي اعادة تلك الدول الى حضن الامة، والفرصة مناسبة اليوم اكثر من اي وقت مضى بعد ان باتت تلك الدول على اقتناع تام ان حضن اميركا وحلفائها ليس حضنا دافئا بل حارقا بكل معنى الكلمة.

الف مبروك لاهل غزة نصرهم والف تحية لصمودهم والف دعاء لله ان يتمم لهم هذا النصر بالامان والاطمئنان وأن ينعموا بالعيش الكريم الذي يليق بهم.

النصر الذي حققه شعب غزة يجب ان يكون محطة اولى في طريق النصر الشامل باسترجاع فلسطين واسترداد القدس. وهذا لا يتم الا بوحدة ابناء الشعب العربي والفلسطيني بالذات.

سامي الشرقاوي


 

We dig deep in the news to uncover the roots

All Rights Reserved© Al Mawsam

bottom of page