top of page

لماذا أمن اليمن من أمن إيران ؟

 

 

صعدّت ايران من خطابها السياسي بشأن الحرب الجارية في اليمن واعلنت على لسان نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، أمس، "إن إيران تحتفظ بمصالح أمنية مشتركة مع اليمن ولن تسمح للاعبين إقليميين آخرين بالمساس بها"، في إشارة إلى العمليات العسكرية التي يقودها التحالف العربي داخل اليمن.

وأكّد إن إيران لن تسمح للقوى الإقليمية بتعريض مصالحها الأمنية مع اليمن للخطر، وأنها لن تسمح لأي تدخل عسكري في اليمن بزعزعة استقرار المنطقة. وأضاف «حان الوقت لكي تتوقف هذه المغامرات، وليفكر الجميع في امن المنطقة وفي القيام بدور بناء».

 

وفي مضيق هرمز الاستراتيجي نشرت الولايات المتحدة التي لا تزال تخوض مفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي، سفنا حربية، بعد قيام ايران باعتراض سفينة تجارية ترفع علماً اميركياً واجبارها على التوجه الى ميناء ايران بحجة ان الشركة مالكة السفينة مكالبة بحل خلاف تجاري مع السلطات الايرانية .

 

لا شك ان العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن قد اثرت تأثيرا مباشرا على كل المجريات السياسية في المنطقة والتي كانت وحتى تاريخ بدء عملية عاصفة الحزم تجري وفق ما تشتهيه الادارة الاميركية التي يبدو انها توصلت الى "تفاهم ما" مع ايران على وقف او تعديل برنامجها النووي وفق شروط ترضي الغرب ولا تخدش الكبرياء الايراني.

 

ويبدو ان من ضمن تركيبة اطرعقد التفاهم مع ايران كان هنالك نوعا من تفاهم امني سياسي يقضي " بعدم عرقلة" النفوذ الايراني السياسي في بعض البلدان العربية ومنها اليمن ولبنان وسوريا.

لذلك فقد كان الحوثيون وحلفاؤهم داخل اليمن يكملون السيطرة على السلطة اثناء تقدم المفاوضات الايرانية مع الغرب.

وكان حزب الله والنظام السوري يكملون استعداداتهم لشن هجوم واسع على قوات المعارضة السورية في القلمون وغيرها من المناطق السورية التي تقع تحت سيطرة المعارضة.

وكان الحشد الشعبي في العراق يصر على ان تكون قواته الى جانب الجيش العراقي في معاركه لتحرير المناطق من سيطرة تنظيم داعش.

 

الا ان القرار السعودي المفاجيء بالتدخل السياسي  والعسكري المباشر في اليمن مع قوات من معظم الدول العربية، قلب موازين الخطط الاميركية التي اعتمدت في الاساس على ضعف القرار السياسي العربي او في اقل تقدير على تواضعه ومسالمته وانقياده التلقائي للسياسة الاميركية.

 

في نفس الوقت الذي احكمت قوات عاصفة الحزم السيطرة العسكرية الكاملة جوا وبحرا في اليمن، ومنعت الامدادات العسكرية واللوجيستية عن الحوثيين من خارج اليمن، كانت قوات المعارضة السورية تتقدم لتسيطر وبشكل مفاجيء على مناطق استراتيجية مهمة في سوريا كانت في قبضة النظام.

 

وهذا الوضع العسكري المستجد في المنطقة والذي هو بغير ما تشتهي الارادتين والادارتين الايرانية والاميركية، قد سبب في تأخير العملية العسكرية المشتركة للنظام السوري وحزب الله ضد المعارضة السورية المسلحة التي تسيطر على منطقة القلمون السورية، والتي كانت مصادر حزبية وقيادية تؤكد وقوعها فورا مع ذوبان الثلوج في المنطقة.

 

لا شك ان كل هذه الخضات العسكرية والسياسية اثرت على الخطط الاستراتيجية الايرانية في المنطقة كما اجبرت الادارة الاميركية على تعديل نواياها والوضع في الحسبان "القوة السياسية العربية" الجديدة في المنطقة والتي كان اول قراراتها تجاهل :النصائح الاميركية" المعتادة.

 

لذلك فإن كلام ايران عن ان امن اليمن من امنها هو كلام في منتهى الجدية، لان ايران بدأت تشعر انها باتت مهددة بجدية اذا سقط حلفاؤها في اليمن وسوريا، خصوصا ان الولايات المتحدة الاميركية قد بدأت تنظر الى العراق نظرة سياسية امنية عسكرية مختلفة، إذ صرحت مؤخرا انها ستقوم بتسليح العراق على اساس انه ينقسم الى ثلاثة مناطق مختلفة هي المنطقة التابعة للسنة والمنطقة التابعة للاكراد والمنطقة التابعة للحكومة العراقية التي تضم الحشد الشعبي الموالي لايران.

 

الموسم

 

We dig deep in the news to uncover the roots

All Rights Reserved© Al Mawsam

bottom of page