ما وراء الاخبار
صفحة تعني بالحدث عندما يحصل وتسرده ليس كخبر بل بشكل تحليلي للخبر في محاولة لكشف كيفية حصوله وتوضيح اسبابه واستنباط نتائجه المتوقعة
اميركا وسياسة التجربة والخطأ
16 مارس\ آذار 2015
يمعن الاميركان بتجربة تجاربهم على شعوب منطقتنا وفق معادلة التجربة والخطا (Trial & Error) .
والخطأ ان حصل لا يكلفهم شيئا ويمكن ان يكلف شعوبنا ويلات وكوارث كما يحصل الآن !
والأدهى ان حكّامنا يمعنون في مجاراة الاميركان في هذه السياسة بالرغم انها لم تلقَ صوابا منذ عقود.
آخر تجربة للاميركان هي فرضية واجب التفاوض مع الرئيس السوري بشار الاسد للتوصل الى فترة انتقالية للحكم في سوريا !
الفرضية السابقة كانت استحالة التفاوض معه مما كلّف الشعب السوري ما كلّف وما زال .. فماذا يا ترى ستكون كلفة التجربة الجديدة؟
اوباما مستاء من اسرائيل - ربنا يسترنا !
استاء الرئيس اوباما من تصريحات نتنياهو الاخيرة عشية الانتخابات الاسرائيلية والتي اعلن فيها انه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية وسيزيد من بناء المستوطنات على الاراضي المحتلة.
وصرح البيت الابيض صراحة ان اوباما ابلغ نتنياهو ان ادارته ستعيد تقييم الوضع بين اميركا واسرائيل على اثر تلك التصريحات الامر الذي جعل رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب يتراجع بذكاء عن وعوده للاسرائيليين شارحا ان ما عناه هو ان ما يجري على الساحة الشرق اوسطية لا يسمح حاليا بقيام دولة فلسطينية لكنه لا يعارض قيام دولة فلسطينية "في وقت من الاوقات !
هلل المهللون في بلادنا لهذا الخلاف الطاريء وتنبأ بعضهم ان الاميركان سيعينون الفلسطينيين خصوصا والعرب عموما على حساب اسرائيل.
لكن الخشية بأن تكون نتيجة التقييم الاميركي الجديد عكس الامنيات. لان الحقيقة الصادمة ان نتنياهو فاز بسبب تصريحاته التي خلطت الاوراق وغايرت التوقعات مما يثبت دون شك ان الشعب الاسرائيلي لا يريد دولة فلسطينية على الاطلاق.
لذلك فالنصيحة القديمة الجديدة ان لا يركن الراكنون الى الاميركان لأن الاميركان سيركنون اخيرا الى مصلحة اسرائيل وهذا ما دأبوا عليه خلال عقود..
مشكلتنا نحن العرب اننا نريد غيرنا ان يحل مشاكلنا ومشاكلنا لا يحلها غيرنا
تحيا الأمة العربية
هكذا حيّا الرئيس المصري الزعماء العرب بعد الترحيب بهم في بيت العرب مصر في كلمته التي القاها مفتتحا القمة العربية السادسة والعشرين في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وهذه القمة العربية تكاد تكون اول قمة عربية بامتياز لانها صناعة عربية صرفة من دون اي تأثير او تدخل او عرقلة خارجية. واول قمة عربية يجتمع زعماؤها ليقرّوا ويقرّروا على الورق ما نفذّوه على الارض حزمة واحدة موحدة.
من الطبيعي والبديهي ان تتلقى عملية عاصفة الحزم وقيادتها والدول المشاركة بها ما فيه النصيب من النقد الناعم حينا كالذي جاء من روسيا او الحاد حينا كالذي جاء من الامين العام لحزب الله. ومن الطبيعي ان يتحجج المنتقدون بما استطاعوا من الحجج لاثبات ان هذه العملية العسكرية هي ضد الشعب اليمني بأكمله.
انما هل من الطبيعي ان يعتبر المنتقدون ان الشعب اليمني كله يدا واحدة مع الحوثيين في انقلابهم ضد الرئيس اليمني وحكومته؟ وهل من الطبيعي ان يجيز ويحلّ المنتقدون لانفسهم ما يريدون تحريمه على غيرهم في حماية الشرعية؟
السياسة في بلادنا متشعبة ودروبها خطرة لانها تُقحم الاديان والمذاهب التي يقدّمها السياسيون غب الطلب وعند الحاجة ليثيروا المشاعر ويُشعلوا الفتن. والحروب الداخلية بين العرب انفسهم باتت مهازل دموية تقتل وتهجر وتفقر الشعوب وتثري امراء الحروب.
والعرب طوال عقود والاستعمار الذي رحل عنهم يمنعهم من التوحد والاتحاد وحتى من اقرار ادنى مقومات العيش الكريم لشعوبهم. حتى صار بيتهم زجاجيا من السهل كسره من اي جهة دولية او اقليمية او حتى داخلية.
القضية العربية ليست اليمن ولا لبنان ولا العراق ولا سوريا ولا السودان ولا مصر ولا ليبيا ولا البحرين ولا دول الخليج ولا حتى ايران. فكل المعارك العبثية التي تجري على اراضي هذه الدول هي عراقيل وضعت عن عمد. ومن طبخ هذه العراقيل دفعه مكره الى اشعال الفتن الطائفية والمذهبية كي يستمر القتال الاهلي وتطمئن اسرائيل اطول فترة ممكنة.
القضية العربية هي احتلال اسرائيل لفلسطين والشعب الفلسطيني هو الذي اجدر ان تتشكل كل القوى وتتضافر لتحريره من نير مغتصبيه.
ولعل هذه الوقفة العربية تكون الصدمة المباشرة لمن يمكر بهذه الامة ويعيد حساباته بعد ان تبين ان غالبية الشعوب التي انهكتها الحروب الاهلية والطائفية والمذهبية رحبت بوحدة العرب وتجاوزهم لخلافاتهم وتجاهلهم لارشادات الدول التي لم تؤدي الا الى اضعافهم.
والعرب طوال عقود والاستعمار الذي رحل عنهم يمنعهم من التوحد والاتحاد وحتى من اقرار ادنى مقومات العيش الكريم لشعوبهم. حتى صار بيتهم زجاجيا من السهل كسره من اي جهة دولية او اقليمية او حتى داخلية.
القضية العربية ليست اليمن ولا لبنان ولا العراق ولا سوريا ولا السودان ولا مصر ولا ليبيا ولا البحرين ولا دول الخليج ولا حتى ايران. فكل المعارك العبثية التي تجري على اراضي هذه الدول هي عراقيل وضعت عن عمد ومن طبخ هذه العراقيل دفعه مكره الى اشعال الفتن الطائفية والمذهبية كي يستمر القتال الاهلي وتطمئن اسرائيل اطول فترة ممكنة.
القضية العربية هي احتلال اسرائيل لفلسطين والشعب الفلسطيني هو الذي اجدر ان تتشكل كل القوى وتتضافر لتحريره من نير مغتصبيه.
ولعل هذه الوقفة العربية تكون الصدمة المباشرة لمن يمكر بهذه الامة ويعيد حساباته بعد ان تبين ان غالبية الشعوب التي انهكتها الحروب الاهلية والطائفية والمذهبية رحبت بوحدة العرب وتجاوزهم لخلافاتهم ولارشادات الدول التي لم تؤدي الا الى اضعافهم.