قمة تعاون خليجية تحضرها فرنسا
اعتبر الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن مشاركة الرئيس الفرنسي في القمة الخليجية تعكس متانة العلاقات بين دول مجلس التعاون وفرنسا، وأن دول مجلس التعاون تقدر دور باريس «الفاعل في الإسهام في استقرار منطقتنا ومواقفها الإيجابية».
وأكد في كلمته خلال افتتاح القمة الخليجية التشاورية أمس، إن «عاصفة الحزم» نجحت، وجاءت استجابة دول التحالف لمناشدة السلطة الشرعية في اليمن الشقيق للدفاع عن النفس، بعد أن رفض الانقلابيون مساعي مجلس التعاون والمجتمع الدولي الهادفة إلى تجنيب الشعب اليمني العزيز الانزلاق نحو الفوضى والاقتتال، كما رحّب «بانعقاد مؤتمر الرياض لكافة الأطراف اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن»، معلناً تأسيس «مركز للأعمال الإنسانية والإغاثية ويكون مقره في الرياض».
ولفت العاهل السعودي إلى أن السعي نحو تطوير وامتلاك أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي يمثل تهديداً بالغ الخطورة ليس على السلم والأمن في المنطقة فحسب بل على السلم والأمن الدوليين.
وقد أكد قادة مجلس التعاون الخليجي اليوم الثلاثاء في ختام القمة التشاورية بالرياض الحل السياسي في كل من اليمن وسوريا، ودعم المصالحة الوطنية في العراق، ودعوا إلى علاقات طبيعية بين دولهم وإيران، تحترم مبادئ السيادة وحسن الجوار.
وقال وزير خارجية قطر بعد ان تلا، مقررات القمة التشاورية التي تأتي قبل قمة خليجية أميركية بالولايات المتحدة منتصف الشهر الحالي إن القادة الخليجيين دعوا المجتمع الدولي إلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لإنهاء الأزمة السورية المستمرة منذ ما يزيد على أربع سنوات، مشيرين إلى استمرار النظام السوري في قتل المدنيين بمختلف الأسلحة، بما فيها الأسلحة السامة المحرمة.
وأضاف أنهم أكدوا في الوقت نفسه الحل السياسي للأزمة بما يحقق تطلعات الشعب السوري المشروعة، ورحبوا في هذا الصدد بعقد مؤتمر للمعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض يضع "خارطة طريق" للمرحلة الانتقالية لما بعد نظام الرئيس بشار الأسد.
وتابع أن دعم الشرعية في اليمن بات مهمة منوطة بالمجتمع الدولي كله، وليس فقط بالدول الأعضاء في التحالف.
وفي ما يتعلق بالعراق، أوضح وزير الخارجية القطري أن قادة دول مجلس التعاون أكدوا دعم المصالحة في هذا البلد، ودعم جهود انتشاله من أزمته، وتحقيق أمنه واستقراره في ظل استقلال ووحدة أراضيه، بمنأى عن أي تدخل خارجي.
وتطرق بيان القمة التشاورية أيضا إلى علاقة دول الخليج بإيران، إذ أكد على علاقات طبيعية بين الطرفين، وشدد في الأثناء على أن تقوم هذه العلاقة على مبادئ حسن الجوار وسيادة الدول.
وأكد القادة الخليجيون من جهة أخرى موقف دولهم الداعي لأهمية التوصل لاتفاق نهائي وشامل يضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني، ويكفل لدول المنطقة حق الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على ألا تُستثنى من ذلك أي دولة بالمنطقة.
وفي ما يخص القضية الفلسطينية، أعلن قادة مجلس التعاون عدم جدوى الحلول الجزئية، معلنين دعمهم لدولة فلسطينية مستقلة ضن حدود عام 1967.
وعلى صعيد آخر، قال العطية إن القمة شددت على مكافحة الإرهاب، وتكريس التعاون الدولي للقضاء على ما وصفها البيان بالآفة الخطيرة.
وفي المؤتمر الصحفي الذي خُصص لتلاوة مقررات القمة التشاورية، قال وزير الخارجية القطري إن الأزمة السورية والقضية الفلسطينية والاتفاق النووي المرتقب ستكون في صدارة المسائل التي ستناقشها القمة الخليجية الأميركية بعد نحو أسبوع في منتجع كامب ديفد قرب واشنطن.
وأضاف خالد العطية أن اللقاء التشاوري في كامب ديفد يعقد بناء على رغبة الرئيس الأميركي باراك أوباما، مضيفا أن لدى الطرفين مصلحة مشتركة في استقرار المنطقة.