top of page

جمال عبد الناصر في ذكرى رحيله

 

بغضّ النظر عمّا يقولون فيه من مدحٍ وذم، فإن الثابت أن الناس كانوا ينظرون الى جمال عبد الناصر على أنّه الزعيم العربي الذي كان يشعرهم بالقوة والعنفوان، وبأمجاد تاريخهم العربي، ويؤكد لهم أنّهم ابناء هذه الأمة الولاّدة التي تنجب الابطال.

 

وحتى عندما انهزم عبد الناصر في عدوان 1967 أبى الشعب أن يقبل استقالته ونزلت الملايين الى الشوارع في كل مدن وقرى الدول العربية من المحيط الى الخليج يرددون بصوت واحد... جمال ... جمال...

 

ومهما يقولون اليوم عن اخطائه وتهوّره ومغامراته المحسوبة والغير محسوبة، الا اّن هذا لا يغيّر شيئا مما يتمتّع به هذا الرجل والى اليوم من منزلة خاصة في قلوب ابناء الشعوب العربية.

 

لم يستطع أي زعيم عربي جاء بعده (حتى السادات الذي حقّق نصرا مميزا في حرب أكتوبر).. أن يكسب جزءا صغيرا من ذلك الحب الجارف لدى الشعوب لجمال عبد الناصر.

لماذا؟

لسبب بسيط، هو انّ عبد الناصر كان صادقا مع نفسه ومع شعبه، وكان يجاهد بإسم القومية العربية، وبإسم كل فرد من أفراد الشعب المصري والسوري واللبناني والمغربي العربي والخليجي العربي والاردني والفلسطيني بغض النظر عن دينه ومذهبه وانتماءه الحزبي....

 

فهل نرى اليوم زعيما عربيا له هذه المصداقية؟

هل نرى اليوم زعيما عربيا محررا من مرجعيته الحزبية أو الدينية أو المذهبية؟

هل نرى اليوم زعيما عربيا يستطيع ان يعمل من دون ان يحسب ألف حساب أقليمي ودولي؟

هل نرى اليوم زعيما عربيا يلقي خطبة يستمع اليها كل الشعب العربي دون استثناء؟

هل نرى اليوم زعيما عربيا يتردد اسمه على ألسنة كل الجماهير العربية دون استثناء؟

هل نرى اليوم زعيما عربيا تخفق له كل القلوب وتبتهج به كل الخوالج وتذرف من أجله كل الدموع؟

هل نرى زعيما عربيا على الاطلاق؟

أستطيع أن أجزم أننا وليومنا هذا لا نرى الا جمال عبد الناصر.

 

سامي الشرقاوي

 

 

We dig deep in the news to uncover the roots

All Rights Reserved© Al Mawsam

bottom of page