هل بدء العد التدريجي لانكسار داعش
تتواتر الانباء عن توالي هزائم تنظيم داعش في سوريا والعراق بعد ان تم دحره وطرده من مدينة عين العرب الاستراتيجية والقرى القريبة منها التي كانت تحت سيطرة التنظيم وذلك من قبل جنود البشمرغة الاكراد بمساندة الطيران الحربي للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مع عدد من الدول الغربية والاقليمية.
وبدء الحديث عن فرار اعداد من المقاتلين الذين انضموا الى التنظيم بعد ان بهرتهم سرعة احتلاله عسكريا لبقاع واسعة من الاراضي العراقية والسورية.
وتقول المصادر التي تراقب تطورات الاحداث ان قوات داعش في مدينة جرابلس تحاول تسليم المدينة الى حلفاء التنظيم من المقاتلين الاجانب وذلك من اجل العودة الى مدينة الرقة خوفاً من الحصار داخل المدينة.
كما ان الجيش السوري تمكن من السيطرة على معظم مناطق ريف الحسكة التي كانت تحت سيطرة التنظيم والتي انسحب منها امام تقدم القوات السورية من دون مقاومة تذكر. وقد وسّع الجيش السوري من دائرة تواجده خارج محيط مطار دير الزور العسكري استعدادا لتحريره من قبضة داعش.
وفي العراق فقد سيطرت القوات الأمنية العراقية بالكامل على مدينة بيجي بمحافظة صلاح الدين، وعززت من انتشارها في مناطق محيطة بمصفاة التكرير هناك كما في جسر الفحة والناحية الصينية وغيرها من المناطق وتم قطع جميع طرق الامدادات لداعش في تلك المنطقة. ويستعد الجيش العراقي لشن عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير مناطق العلم والدور وحقول عجيل النفطية كونها المفتاح لتحرير مدينة تكريت.
كما سُجل تقدُّم قوات البيشمركة من محور الشمال وهي تستعيد السيطرة على محيط مدينة كركوك بعدما هاجمها «داعش» من عدة محاور.
ويبدو ان تنظيم داعش قد تكبّد خسائر باهظة في العتاد والعتيد وخسر في الايام القليلة الماضية ما يقارب 7000 مقاتل قضى معظمهم بالضربات الجوية لقوات التحالف وفي معارك عين العرب ضد قوات البشمرغة التي استطاعت دحر داعش واسترجاع المدينة.
ويتوقع المحللون والمراقبون تكثيف الضربات الجوية على مراكز داعش في المدن الكبرى مثل الموصل وتكريت والرقة تمهيدا لهجوم بري واسع يجري الحديث عنه يهيّيء لاقتحام تلك المدن وتحريرها.
ويبدو ان الحرب على داعش لا تقتصر على قوات التحالف والجيشين العراقي والسوري، لان التنظيمات الاخرى التي كانت متحالفة معه مجبرة او باختيارها، بدأ بعضها بفك ارتباطها مع التنظيم والبعض الآخر بمواجهته عسكريا على مناطق او نفوذ.
وبعد قتل الرهائن لديه وآخرهم حرق الطيار الاردني، وجد تنظيم داعش نفسه امام نقمة شعبية واسعة ضده خصوصا في الاردن، اذ كان على ما يبدو يريد من حرق الطيار خلق حالة غضب ضد ملك الاردن والحكومة الاردنية الا ان الحاصل كان التفاف كل اطياف الشعب حول الملك والحكومة الامر الذي سهّل القرار بشن غارات انتقامية ضد مواقع التنظيم في سوريا والعراق امتدادا الى الموصل، والتي ادت بحسب وزير الطيران الاردني الى تدمير 20% من قدرة داعش القتالية في خلال 3 ايام.
الثابت اليوم ان تنظيم داعش خسر لا يقل عن 60% من الاراضي التي كان يسيطر عليها منذ بدء اقتحام المناطق في حزيران يونيو من العام المنصرم.
فهل سيتم القضاء عليه نهائيا في القريب العاجل وكيف؟
هذا ما ستظهره مجريات الاحداث السياسية والامنية الدائرة حاليا في اكثر من منطقة عسكرية على الارض وفي اكثر من مدينة سياسية في الغرب والشرق كما في الشرق الاوسط؟
الموسم