المنطقي والغير منطقي في استراتيجية حزب الله
ربما تكون اسباب تدخل حزب الله في سوريا منطقية بما يعلله الحزب انه يدافع عن لبنان لمنع الارهاب من انتهاك اراضيه، ولتقوية النظام السوري (كما يقول) لانه ضمانة لعدم اضعاف المقاومة اشارة الى الحفاظ على خطوط امداداتها العسكرية.
هذا المنطق هو منطق الحزب وسياساته الداخلية والاقليمية وهو صواب من وجهة نظر الحزب.
بينما يتحدث معارضوا حزب الله بمنطق آخر يقول انه لولا تدخل حزب الله في سوريا لما بدأ الارهاب يدق ابواب لبنان ويعبث بأرضه. هذا المنطق ايضا منطقي من وجهة نظر من يعارض سياسة الحزب ومن خلفه ايران.
الكل يتكلم من منطق معين ويعتبره كلاما منطقيا.! اذاً ما هو الغير منطقي؟.
الغير منطقي ربما ان يستنزف حزب الله وهو بالاساس (حزب عسكري وجد لمقاومة اسرائيل) قواه البشرية والعسكرية للدفاع عن بقعة ارض سورية على الحدود اللبنانية السورية لا تزيد عن 300 كيلومتر مربع هو بنفسه يقول ان السيطرة عليها بشكل كامل شبه مستحيل. بينما نرى على المقلب الآخر من سوريا ان تنظيم داعش الارهابي بات يسيطر تفريبا على نصف مساحة سوريا بحسب المرصد السوري والتقارير السياسية التي تقاطعت على تأكيد الجغرافيا الحديثة التي استطاع داعش فرضها الى الآن من دون تحرك اقليمي ودولي جدي لصده عن اغتصاب الاراضي السورية والعراقية، بعد ان نجح داعش ايضا بوضع اليد على محافظة الانبار العراقية.
وربما من غير المنطقي ان يدخل حزب الله اللبناني معركة في سوريا . ويطلب مؤازرة الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية بمعركته التي اتخذ قرارها وحده دون اي موافقة وتأييد داخلي الا من حلفائه، كاسراً بنفسه معادلة الشعب والجيش والمقاومة التي وضعها بنفسه وشُلّت الحكومات بسببها.
ويبقى من غير المنطقي ان تكون الاستراتيجية العسكرية لحزب الله لا تشمل رؤيا القوى اللبنانية الاخرى.
فكيف يمكن لحزب الله ان ينتصر في معركته ضد الارهاب حسب قوله من دون ان يتوصل الى مصالحة سياسية مع خصومه السياسيين في لبنان والمساعدة على ايجاد صيغة لتسوية الخلافات والتفاهم على انتخاب رئيس جمهورية وحكومة لبنانية قوية تستطيع ان تأخذ قرارات شجاعة بوجه الارهاب الذي يهدد المنطقة باسرها وليس فقط لبنان.