top of page

الامام عبده والطائرة والابريق

 

كان الامام محمد عبده من رموز التجديد في الفقه الاسلامي ومن ابرز دعاة النهضة والاصلاح في العالمين العربي والاسلامي. وقد عمل جاهدا للقضاء على الجمود الفكري والحضاري وحث المسلمين على مواكبة تطورات ومتطلبات العصر الحديث.

 

وقد ساهم بشكل كبير في تحرير العقل العربي من الجمود ودعا الى التحرر من البدع والتقاليد التي تعيق الانماء والعلم كما سعى الى حث المجتمع الاسلامي لمسايرة التطور في السياسة والاقتصاد والثقافة.

 

من تلامذته شاعر النيل حافظ ابراهيم والشيخ الشهيد عز الدين القسام وزعيم الامة المصرية سعد زغلول وقاسم امين وطه حسين وغيرهم من ائمة الفكر والعلم والادب.

 

يُروى انه جلس يوما كعادته بعد الصلاة في المسجد يلقي على الحاضرين بعض دروس الدين وشروحات الفقة ويحاول ان يقرّب بين الدين والعلم ويعطي الامثلة والبيانات على ذلك. 

ولمّا انتهى من الشرح والبيان فتح المجال للحاضرين ان يسألوه ما يخطر على بالهم من اسئلة حول موضوع العلم والدين.

فبدأ الحاضرون بأسئلتهم وهو يجيب ويستفيض بالشرح وكان سعيدا جدا بالنقاش الدائر الى ان سأله احد الحاضرين عن الصواب في وضعية الابريق في الحمام وكيف يكون وضعه حلالا على يمين او على يسار الشخص؟!!!

نظر الشيخ الامام الى السائل نظرة غريبة وكأنه لم يستوعب السؤال في باديء الامر، ثم ابتسم ابتسامة فاترة وراح يردد طارت طارت طارت ... 

ثم وقف وهو ما زال يردد طارت طارت طارت ... 

ثم بدأ يقفز وهو يردد طارت كارت طارت.

استغرب الحاضرون وظنوا انّه مسّه سوء او اختل عقله فجأة وبدأوا يهمسون في ما بينهم ويعللون ما اصاب الشيخ الامام. الى ان سأله احدهم: من هي التي طارت يا مولانا.

نظر اليهم الامام وقال والاسى بادي على وجهه: لقد طارت الطيّارة في الجو وما زال هذا المعتوه محتارا اين يضع ابريقه في الحمام على جهة اليمين ام اليسار!!!!!

 

رحمة الله على الامام محمد عبده .. مات وما زال ذلك المعتوه حيّاً فينا الى يومنا هذا.

 

سامي الشرقاوي

 

We dig deep in the news to uncover the roots

All Rights Reserved© Al Mawsam

bottom of page