رسالة الى الله
 

عنوان لفيلم سينمائي قام ببطولته الممثل القدير حسين رياض بالاشتراك مع السيدة امينة رزق والفنانة مريم فخر الدين.
ورغم مرور الزمن الا انه ما زال يؤثر بمشاعري كلما عاودت مشاهدته او خطرت قصته في ذاكرتي.
القصة تدور حول فتاة صغيرة جميلة بريئة، اصابها رعب من جرّاء حادث تعرّضت له، فشلّ نصف جسمها، وهذا الشلل أفقدها جمالها، وذكاءها ولكن بقي فيها طيبة الطفلة وبراءة الابنة وشعور الفتاة.
وبعد أن عجز الطب من معالجتها أو حتى اظهار أي تقدّم في العلاج، لجأ والدها الى الله كي يشفي ابنته، ولم ييأس من رحمة الله...
وكأن الرسالة وصلت، فأتى الرد عندما تقدّم صديقها وجارها القديم الذي كان يلعب معها في الشارع قبل تعرضّها للحادث المشؤوم، وطلب يدها من أبيها لأن ذكراها لم تبعد عن باله فأحبها كبيرا بعد أن كان مولعا بها صغيرا.
تزوجّها وهي لا تفقه ما يدور حولها.. وصارت امرأته وهي لا تدرك ما هو الزواج وماذا يعني جنسيا واجتماعيا.
وصبر هو على كل ذلك...
وحملت منه.... وهي لا تدري ما الحمل وما هو الانجاب
وصبر الكل معها طوال فترة حملها...
ولمّا جاءت ساعة الطلق تنذر باستحقاق الولادة..
كانت أيضا انذارا بانتهاء حياتها..
وحار الاطبّاء كيف ينقذون حياة الام والطفل...
وصارت ساعة الولادة ساعة حقيقة انتهاء حياتها..
ولجأ والدها مرّة أخرى الى الله...

وهذه المرّة بأن كتب له رسالة ختمها وقذفها في الهواء راجيا ان يحملها ويضعها بين يدي الله..
تمنى على الله في الرسالة أن ينقذ ابنته ومولودها...
وجاء الرد من الله.

ولدت الام طفلتها الجميلة التي وضعوها بين يديها وهي في رمقها الاخير.
كل ذلك وهي لا تدري بعد ماذا يجري وماذا يدور حولها...
ولكن لمّا وضعوا طفلتها بين يديها، وشاهدتها وسمعت بكاءها...
ارتسمت على ملامح وجهها علامة الرضى والسرور..
وصارت ملامحها الفيزيائية تعود تدريجا الى طبيعتها..
وحصلت المعجزة...
احتضنت الام ابنتها وهي تبكي وكل من حولها فرحا واغتباطا وشكرا لله.

رغم ضخامة الفيلم وبراعة الممثلين في التأدية ورغم روعة القصة التي عولجت فيه الا انني اريد ان اتوقف فقط عند الفكرة التي حاول صاحب القصة ايصالها الى الناس وضمائرهم ووجدانهم. لاظهرها مجددا فحاجة الناس اليها كبيرة جدا خصوصا في هذه الايام المحنة التي تمر فيها البلاد.

عندما يصل الانسان الى حد اليأس في معالجة الامور بالوسائل المادية والسياسية والدبلوماسية والتقنية التي اخترعها، والتي صقلها بالافكار المجردة التي تخلو من الاصل او تخلو من الرجوع الى الاصل. الرجوع الى الخالق.

وعندما يعجز الانسان عن اصلاح الامور
لا يرى امامه سبيلا غير التوجه الى الله فيبتهل اليه او يدعوه او يناجيه او كما اراد المؤلف: يكتب له رسالة ويقذفها في الهواء ليحملها الهواء بدوره الى السماء.. الى الله.
ادعو كل ابناء امتنا العربية الذين يعانون من الفوضى والقتل والتنكيل والتهجير والاهانات والحروب الغير مفهومة والمعارك الملغومة، الى كتابة رسائل شكوى الى الله ويطلبون منه سبحانه المساعدة ويقذفونها في الهواء علّه يحملها ويوصلها الى الله بعدما تأكدنا ان الشكوى لغير الله مذلة

ولكي لا يلومني لائم اقول سلفاً انه حتى الله جلّ جلاله عندما اراد ان يهدي الناس وبرغم قدرته على فرض ارادته، الا انه شاء ان يعزز ما يريده بالكتابة، فكتب كتبه السماوية وارسلها الينا كي نقرأها ونفهمها.
سامي الشرقاوي