top of page

اميركا وايران وطبخة على النار!

 

 

يبدو ان الرسالة التي بعثها الرئيس الاميركي الى الرئيس الايراني هذا الاسبوع والتي كشف الاعلام الاميركي النقاب عنها لم تكن الرسالة الاولى بل ربما الرسالة الرابعة التي وصلت ايران من اوباما في الاشهر القليلة الماضية.

الى المرشد الايراني علي خامنئي ، انما يبدو ايضا ان الرسالة الاخيرة كان لها تأثيرا ايجابيا على القيادة الايرانية.

وربما يكون قد توصلت إيران والولايات المتحدة إلى قناعة بأن المصلحة الوطنية للبلدين هي بذل المزيد من المرونة والتعاون لحل المسائل الشائكة بينهما.

 

واشار علي خورام مستشار وزير الخارجية الايراني إلى أن «عقيدة اعتبار الولايات المتحدة الأميركية الشيطان الأعظم تمر بحالة تغير في إيران وهناك إشارات على سياسات أميركية مختلفة تجاه القضية الإسرائيلية - الفلسطينية، والعراق، وسوريا، ومن شأن كل ذلك أن يمهد الطريق لإيران للدخول في حالة من التعاون مع الولايات المتحدة».

 

طبخة ايرانية اميركية لاستبعاد الاسد؟

 

وتدور في كواليس السياسة هذه الفترة أخبار غير مؤكدة عن نوع من تفاهم ايراني اميركي، على انتقال سلمي للسلطة في سوريا، حيث يرحل الرئيس السوري بشار الاسد، وتنتقل السلطة الى مجلس عسكري توافق عليه المعارضة، ومن ثم تعديل او تغيير الدستور الحالي واجراء انتخابات عامة تسمح بمجيء برلمانا سوريا مقبولا ورئيسا يتوافق عليه الداخل والخارج.

كما حصل في مصر وان كان الذي حصل في مصر كان برغم ارادة الاميركان الا انهم رضخوا للامر الواقع هناك.

ما يجعل المرء يميل الى تصديق هذه الاخبار، هو خطاب السيد حسن نصر الله الاخير الذي دعا فيه الاطراف اللبنانية الى الحوار، مما يمكن ان يعني ولو بشكل غير مباشر "التفاهم على انسحاب حزب الله عسكريا من سوريا".

طبعا..السيد نصر الله لا يقول هكذا كلام الا اذا كانت الادارة الايرانية موافقة عليه. وهذا الكلام يعني الكثير من المواقف السياسية الاخيرة التي اطلقتها ايران تباعا بالنسبة الى الصراع داخل سوريا او بالنسبة الى حل الملف النووي او بالنسبة الى الوضع الداخلي في ايران.

بالطبع اسرائيل لا يرضيها اي تفاهم  يعزز الدور الايراني في المنطقة، وهذا ما يفسر المواقف النارية بين اميركا واسرائيل في الفترة الاخيرة، ومحاولة اسرائيل التصعيد ان في غزة او في الاراضي المحتلة مستخدمة شلاح المستوطنات او حتى على الحدود اللبنانية لتجر حزب الله الى حرب معها.

 

ويفيد ايضا ان نلفت الى الصواريخ التي اطلقت من غزة على اسرائيل، والتي  اجبرت المدنيين الاسرائيليين على النزول الى الملاجيء للاحتماء منها. هي من صنع وتمويل ايران، وان ايران ارادت بواسطتها ارسال رسالة الى اسرائيل انها باتت على حدودها.

وايران ترسل ايضا رسائل اعلامية الى اسرائيل تفيد ان قوتها الضاربة تسمح لها بتدمير معالم كثيرة في اسرائيل، مهما بلغت تقنيات الدفاعات الاسرائيلية ضد الصواريخ. 

يقول خبير عسكري ان اي خطأ تقني في الدفاعات الاسرائيلية سيسمح لصاروخ ايراني تدمير قسم كبير وبشكل شامل لحي من احياء اسرائيل.

وما شأن كل هذا بالرئيس بشار الاسد؟

الجواب عند الارادة الروسية التي بعثت خارجيتها ما مفاده من مدة وجيزة ان الرئيس الاسد لم يستمع لنصائحها وهو تأخر كثيرا في تطبيق هذه النصائح، وان هذه النصائح ما عادت قابلة للتطبيق.

هنا يجوز الفصل السياسي بين الرئيس والنظام... ومن هذا الفصل اختار الفقهاء السياسيون الدوليون والاقليميون ان يلجوا باب الحل كي لا يقعوا في الخطأ المر في العراق حين قضوا على حزب البعث مع صدام حسين الامر الذي اوصل كما يقال ظباطا بعثيين سابقين الى القيادة العسكرية لتنظيم داعش.

 

طبعا النظام في سوريا يبقى في حسابات المعارضة السورية واجب التغيير. لان الحزب الحاكم هو في الحقيقة الذي يسيّر الدولة ويسيطر على سوريا. والرئيس السوري هو فقط جزء من هذا الحزب. 

فهل توافق المعارضة السورية على خلع الرئيس وابقاء النظام؟

 وهل القيادة العسكرية السورية ورئيسها في وضع واهن، يجبرهم على القاء السلاح والتسليم؟

المعطيات على الارض لا تشي بذلك...

فالقيادة السورية الحالية قيادة سياسة، تمرست على مدى اربعة عقود في احتراف الفن السياسي، واللعب على خلافات القيادات العربية وضعفها، وايضا على تردد الغرب في حسم الامور في المنطقة. 

وهي تعرف بالظبط وبكل دقة مدى هذا الضعف واين يكمن ومتى يحين موعد تفجيره.

وهذا ما يخيف الاميركان والروس معا.

لذلك ربما بدأ التفكير جديا بالحل البديل اذا سقطت ورقة التفاهم التي يقال انه يجري الاعداد لها حاليا. 

والحل البديل هو تفكيك الدولة السورية برمتها وان قضى هذا الامر تدخل عسكري دولي مباشر في المنطقة لفرض شرق اوسط جديد... وقد تردد هذا في مختلف الاروقة السياسية في العالم والمنطقة.

 

طبعا هذا التدخل الدولي لن يتم الا من بعد توريط المنطقة بحرب اهلية طائفية (تماما كما هو حاصل اليوم) تسمح للجيوش الاممية بالنزول الى الميدان لفرض النظام وحقن الدماء. وقد بدأت طلائع هذا التحالف تلوح في الافق وها هي اميركا ترسل جنودها "بالقطّارة" وعلى دفعات تطبيقا لاستراتيجية جهنمية تجعلهم يديروا الحرب على داعش والتنظيمات الاخرى وعلى بشار الاسد في نفس الوقت من دون ان يخوضوا هذه الحرب فعلا.

 

يبقى ان نسأل عن رأي السيد بوتين وموقف روسيا؟ فهل سيرفعون الغطاء عن الاسد ... وبأي ثمن؟؟

 

الموسم

 

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page

We dig deep in the news to uncover the roots

All Rights Reserved© Al Mawsam

bottom of page