لماذا تريد اميركا استمرار الفوضى في ليبيا؟
بعد الغارات الجوية على مواقع الميلسشيات المتشددة في ليبيا التي تحاول السيطرة على العاصمة طرابلس، تدّعي الولايات المتحدة الاميركية على لسان مسؤولين رفيعي المستوى في الادارة الاميركية، ان الطائرات المجهولة هي تابعة للسلاح الجوي الاماراتي وتشن هجماتها من قاعدة جوية في مصر.
وتبدي الادارة الاميركية انزعاجها من هذا العمل لانها لم تُستشر بشأن تلك الهجمات وفوجئت بها!
لم يكتف المسؤولون الاميريكيون بالاخبار المنقولة عن الادارة الاميركية بذلك، بل نقلوا ايضا عنها انزعاجها الشديد وعدم موافقتها على هذه الهجمات. وذلك لانهم يرغبون بترك الشعب في ليبيا يبني العملية الديمقراطية بدون اي تأثير او مساعدة خارجية!!
أهذا كلام يقال ايها الاميركان؟!
وهل يجب ان يموت نصف الشعب في معارك عبثية لا فائدة منها لا سياسيا ولا امنيا ولا توصل الى اية استراتيجية في البلاد، وتعبّر عن قمة العداء للديمقراطية؟
وهل يجب ان تُستشار اميركا التي اظهرت فشلها بكل مهارة في ادارة الازمات في الشرق الاوسط وغيرها من المناطق التي حشرت الادارة الاميركية نفسها بها؟
وعلى فرض ان الطيران الاماراتي او الطيران المصري هو من يشن تلك الضربات، يجب اولا ان نبحث عن السبب في ذلك واظنه واضحا وجليا. فان خطر الميليشيات التكفيرية يمتد الى كل دول المنطقة دون ان يلقى الرادع الحقيقي والمقاومة الفعلية. ولا ضير من ان تقوم دول المنطقة بضربات استباقية لوقف هذه الميليشيات. ولمصر كل الحق بل والواجب من ان تحمي ارضها وشعبها خصوصا وانها تتشارك بالحدود مع ليبيا، والخطر يمكن ان يداهمها ويكون مباشرا اذا استقر الامر للميليشيات التكفيرية في ليبيا.
فأذا كانت استراتيجية دولة الامارات العربية وجمهورية مصر العربية هي ضرب ودحر تلك العصابات لايقاف تمددها وهزمها فمن المؤكد ان غالبية الشعوب العربية التي تعاني من جور وتعسف واجرام ومكر تلك الزمر هي مع الامارات ومصر في ذلك.
واذا كان للادارة الاميركية رأيا غير هذا الرأي وغير التغنّي والمناشدة بديمقراطيتها المزيفة، فلتتفضل وتعلنه.
غير اني اكاد اجزم ان الاميركان لا يعرفون ماذا يريدون وهم فقط يريدون ان يجرّبوا بنا كل الاحتمالات.
سامي الشرقاوي