أوباما يفضح التسلح النووي الإسرائيلي
قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في موقف هجومي ضد رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، رفع السرية عن وثيقة أمريكية رسمية تعود إلى عام 1987 وتتضمن تفاصيل برنامج "إسرائيل" السري لصنع أسلحة نووية .
وجاءت خطوة أوباما في إطار دعوى قضائية رفعها قبل ثلاث سنوات "معهد أبحاث سياسة الشرق الأوسط"، الذي طلب من القضاء الزام الحكومة الأمريكية بكشف معلوماتها بشأن البرنامج النووي "الإسرائيلي" السري .
وحسب مقال في موقع "انتي وور"، كتبه غرانت سميث، فإن التقرير السري، الذي وضعته وزارة الدفاع "البنتاغون" عام ،1987 يؤكد أن "إسرائيل" كانت آنذاك تجري أبحاثاً حول الانشطار والصهر النوويين، وذلك في منشآت سرية مماثلة تماماً للمواقع الأمريكية الرئيسية المخصصة لتطوير أسلحة نووية .
وفي موقع "انفورميشن كليرينغ هاوس"، نشر الكاتب مارك غافني، المطلع على الأنشطة النووية "الإسرائيلية"، مقالاً جاء فيه:
"أخيراً! بعد سنين عديدة من النفاق الرسمي، يبدو أن رئيساً أمريكياً أخذ يتصرف بصورة هجومية إزاء "إسرائيل" . إذ إن الحكومة الأمريكية رفعت السرية عن تقرير يعود إلى عام 1987 ويوثق البرنامج "الإسرائيلي" السري لصنع أسلحة نووية" .
أضاف: "نتنياهو يتقن فن الخطابة، ولكنه ليس في مركز يؤهله لكي يحاضر إيران أو أي دولة أخرى بشأن الأسلحة النووية . ذلك أن التقرير الأمريكي الذي رفعت عنه السرية يكشف حقيقة نتنياهو: إنه كذاب" .
وقال: "تتفق جميع وكالات الاستخبارات الأمريكية الست عشرة على أنه لا توجد أي أدلة ثابتة على أن إيران تحاول تطوير أسلحة نووية . وإيران وقعت معاهدة حظر الانتشار النووي، وتبعاً لذلك، يخضع برنامجها للطاقة النووية بالكامل لمراقبة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية . وعلى النقيض من ذلك، "إسرائيل" دولة مخادعة طورت سراً أسلحة نووية، وهي تستهزئ بالعالم . و"إسرائيل" لا تزال ترفض توقيع معاهدة حظر الانتشار النووي" .
ويبين تقرير 1987 أنه ابتداء من الثمانينات، كانت الولايات المتحدة مطلعة بصورة جيدة على البرنامج النووي "الإسرائيلي" السري . ويوضح التقرير بجلاء أن برنامج التسلح النووي "الإسرائيلي" هو نسخة طبق الأصل عن البرنامج الأمريكي .
وقال غافني "نحن نعلم بأن "إسرائيل" قامت بتهريب تكنولوجيا نووية (بما في ذلك صواعق تفجير "كريترون") من الولايات المتحدة، وخطف سفينة في أعالي البحار كانت تحمل شحنة من تبر اليورانيوم، وخدعت مفتشي الولايات المتحدة، والكثير غير ذلك، وكانت في الوقت ذاته تكذب بشأن نواياها الحقيقية".
وأضاف: "يبدو أيضاً أن "إسرائيل" قدمت للوكالة الدولية للطاقة الذرية وثائق مزيفة بشأن البرنامج النووي الإيراني . والتوقيت هو كل شيء في السياسة، والآن وقد أصبح التقرير علنياً، سيكون أوباما في موقف قوي يمكنه من ممارسة الضغط على "إسرائيل" لكي توقع معاهدة حظر الانتشار النووي وتفتح مواقعها النووية أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإن لم ترضخ "إسرائيل"، فسوف تواجه احتمال خسارة المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية . لماذا؟ لأن هناك قانوناً أمريكياً (هو تعديل سمينغتون - نسبة إلى راعيه السيناتور سمينغتون) يحظر على حكومة الولايات المتحدة تقديم مساعدات إلى الدول التي تنخرط في أنشطة سرية تساهم في انتشار الأسلحة النووية، وطوال سنين عديدة، اختارت الولايات المتحدة تجاهل هذا القانون . أما الآن وقد اعتزم نتنياهو إثارة متاعب لأوباما في الكونغرس بشأن إيران، فإن الرئيس قرر على ما يبدو التحول من اللين إلى الشدة، وإذا ما مضى أوباما قدماً في هذه المسألة، وأنا آمل أن يفعل، فستكون هذه الخطوة السياسية الأكثر ذكاء في رئاسته" .
وكالات