ما وراء مصالحة عون وجعجع ؟
وهل ورقة النوايا تتعارض مع ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله؟
وهل اصبح وصول ميشال عون لرئاسة الجمهورية بعد ان صار درب الرئاسة لا يتعارض مع 14 آذار ووقّع المسيحيون اعلان النوايا؟
فما هي هذه النوايا؟
أعلن التيار الوطني الحر برئاسة الجنرال ميشال عون وحزب القوات اللبنانية برئاسة الدكتور سمير جعجع الموافقة على مذكرة اعلان نوايا بينهما لكي يُعمل بموجبها للوصول الى سلام سياسي وامني حقيقي في لبنان.
والقطبان المسيحيان اللبنانيان لهما تاريخ طويل عريض من الخصومة السياسية العسكرية تخللها سجن جعجع ونفي عون. لذلك فإن التفاهم لا بد انه جاء بعد مخاض عسير عرّض البلاد الى خضات سياسية امنية واقتصادية دستورية كبيرة اهمها الفراغ الدستوري الكبير بسبب شغور منصب رئاسة الجمهورية لاكثر من سنة بسبب الخلاف على الرئيس العتيد خصوصا وان حزب الله وحلفائه في حركة 8 آذار يصرون على التوافق على حليفهم ميشال عون رئيسا للجمهورية.
ميشال عون الذي ابرم مذكرة تفاهم مع حزب الله انفصل بها عن محيطه المسيحي الذي يعارض سياسة حزب الله واستقوائه بسلاحه في الداخل اللبناني والذي يعارضه ايضا رأس الكنيسة اللبنانية والمجلس الماروني.
ويبدو ان ورقة النوايا مع جعجع وان لا تختلف كليا بالشكل مع مذكرة التفاهم بين عون وحزب الله، الا انها تختلف وبشكل كبير بالمضون مع سياسة حزب الله خصوصا بعد تورط الاخير في الحرب السورية وتقيده بالاصطفاف مع ايران في سياساتها بالمنطقة.
لا تتوافق بالمضمون مع مذكرة التفاهم التي
اما بنود ورقة النوايا فهي التالي:
– التزام نهج الحوار والتخاطب السياسي البناء والسعي الدائم للتوافق على ثوابت وقواسم مشتركة
– تأكيد الايمان بلبنان كوطن نهائي سيد حر مستقل وبصيغة العيش المشترك وبضرورة التمسك بالمبادئ الواردة في مقدمة الدستور بصفتها مبادئ تأسيسية ثابتة
– اعتماد المبادئ السيادية في مقاربة المواضيع التي هي على ارتباط وثيق بالقضايا الاقليمية والدولية على أن تؤخذ في الاعتبار امكانات الدولة اللبنانية والمعادلات الاقليمية والدولية
– الالتزام بمرتكزات وثيقة الوفاق الوطني التي اقرّت في الطائف والتعهد باحترام أحكام الدستور كافة دون انتقائية وبعيداً عن الاعتبارات السياسية والابتعاد عن كل ما من شأنه التلاعب بأحكام الدستور أو اساءة تفسيره
– التأكيد على أن وثيقة الوفاق الوطني قد طبقت منذ اقرارها وخلال عهد الوصاية وحتى اليوم بشكل مبتور مما يوجب تصويب المسار من خلال العودة إلى مرتكزات الميثاق الوطني واحكام الدستور المتعلقة بالمناصفة الفعلية وصحة التمثيل النيابي الفعال والشراكة الصحيحة بين مكونات المجتمع اللبناني كافة بما يحفظ قواعد العيش المشترك وترجمة ذلك في قانون انتخاب يؤمن القواعد المشار اليها اعلاه وفي انتخاب رئيس للجمهورية قوي ومقبول في بيئته وقادر على طمأنة المكونات الأخرى والايفاء بقسمه وبالتزامات الرئاسة بما يؤمن الشراكة الفعلية الميثاقية والمصلحة الوطنية العليا
– العمل على تعزيز مؤسسات الدولة وتشجيع ثقافة الاحتكام الى القانون والمؤسسات الشرعية لحلّ أي خلاف أو اشكال طارئ وعدم اللجوء إلى السلاح والعنف مهما تكن الهواجس والاحتقانات
– دعم الجيش على الصعيدين المعنوي والمادي بصفته المؤسسة الضامنة للسيادة والأمن القومي وتكريس الجهد اللازم لتمكينه وسائر القوى الأمنية الشرعية من التعامل مع كل الحالات الأمنية على الأراضي اللبنانية كافة بهدف بسط سلطة الدولة وحدها على كامل الأراضي اللبنانية
– ضرورة التزام سياسة خارجية مستقلة بما يضمن مصلحة لبنان ويحترم القانون الدولي وذلك بنسج علاقات تعاون وصداقة مع جميع الدول ولا سيما العربية منها مما يحصن الوضع الداخلي اللبناني سياسياً وأمنياً ويساعد على استقرار الأوضاع وكذلك اعتبار اسرائيل دولة عدوة والتمسك بحق الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم ورفض التوطين واعتماد حل الدولتين ومبادرة بيروت 2002
– الحرص على ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانية السورية بالاتجاهين وعدم السماح باقامة منطقة عازلة في لبنان وباستعمال لبنان مقرا او منطلقا لتهريب السلاح والمسلحين ويبقى الحق في التضامن الانساني والتعبير السياسي والاعلامي مكفولا تحت سقف الدستور والقانون والمصلحة الوطنية العليا
– احترام قرارات الشرعية الدولية كافة والالتزام بمواثيق الامم المتحدة وجامعة الدول العربية
– العمل على تنفيذ القرارات السابقة التي تم الاتفاق عليها في طاولة الحوار الوطني
– ايجاد حل لمشكلة النزوح السوري والمتعاظمة والتي أصبحت بمثابة قنبلة موقوتة أمنيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لا سيما مع تفاقمها مع مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وذلك عن طريق تأمين عودة النازحين إلى المناطق الآمنة داخل الأراضي السورية
– ضرورة اقرار قانون جديد للانتخابات يراعي المناصفة الفعلية وصحة التمثيل بما يحفظ قواعد العيش المشترك ويشكل المدخل الأساسي لاعادة التوازن إلى مؤسسات الدولة
– الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني لجهة اعتماد اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة ونقل قسم كبير من صلاحيات الادارة المركزية ولا سيما الانمائية منها إلى سلطات لامركزية منتخبة وفقاً للأصول وتأمين الايرادات الذاتية اللازمة لذلك
– الالتزام بأحكام الدستور المتعلقة بالمالية العامة وبأحكام قانون المحاسبة العمومية التي تحدد موازنة الدولة وشموليتها وأصول ومهل اعدادها وتقديمها إلى المجلس النيابي وكذلك اعداد الحسابات المالية وتدقيقها وتصديقها وفقاً للأصول وكذلك الالتزام بضرورة تحديد سقف للاقتراض لا يمكن تجاوزه الا باجازة جديدة من المجلس النيابي وبضرورة ترشيد الانفاق والحد من الهدر والانفاق غير المجدي ومحاربة الفساد المستشري وإعمال قانون الاثراء غير المشروع وانشاء المحكمة الخاصة بالجرائم المالية
– التأكيد على التمسك بالمبادئ الكيانية المؤسسة للوطن اللبناني والتي هي سبب وجوده وجوهر رسالته في التسامح والتنوع والتعايش الفريد القائم على المشاركة الكاملة في الحكم والعمل المشترك من اجل اقرار القوانين المحققة لذلك وفي طليعتها قانون استعادة الجنسية وقانون تملك الأجانب كما العمل من أجل الحؤول دون القيام بأي اجراءات تخالف المبادئ المنبثقة من الصيغة اللبنانية ومن الميثاق الوطني.
وإذ يعتبر الطرفان أن اعلان النوايا هذا، يهدف إلى وضع المبادء الديمقراطية ومعاييرها كأساس لتنظيم علاقتهما، يؤكدان على ابقاء المبادئ الدستورية والميثاقية فوق سقف التنافس السياسي، كما يؤكدان على ارادتهما ورغبتهما بالعمل المشترك والتواصل في جميع المجالات والمواقع الممكنة لتنفيذ التزاماتهما المنوه عنها اعلاه ويعتزمان العمل على تفعيل انتاجية اتفاقاتهما حيث يتفقان، والتنافس من دون خصام حيث يختلفان، كما يتعهدان بالتواصل الدائم والتباحث المستمر للتفاهم على كافة المواضيع ذات الشأن العام والوطني."
الموسم