top of page

لم تكن زينات صدقي شخصية عادية في السينما المصرية. بل كانت احدى اساساتها المهمة وهي التي اضافت للسينما المصرية نكهة فكاهية لم تقدر اية ممثلة اخرى ان تضاهيها الى الآن.

زينات صدقي بنت البلد الجدعة والخادمة المخلصة والمعلمة ذات السطوة والصعيدية الصميمة والثرية الطيبة والملهوفة دائما على الزواج .. كلها شخصيات برعت زينات صدقي في ادائها بطريقتها الكوميدية التي شدّت الجماهير العربية دون استثناء.

زينات صدقي استطاعت ان تجعل من "الردح" فما خاصا له طعم فكاهي حلو وعبارات لا يمكن ان تخطر على بال احد.

زينات صدقي الفنانة التي لم يستطع اي مخرج ان يخرج قيلما فكاهيا دون ان تكون هي فيه البصمة النسائية الفكاهية. فلازمت ابطال الفكاهة في افلاهم كاسماعيل يس وحسن فاسق وعبد الفتاح القصري وعبد السلام النابلسي وغيرهم من العمالقة الذين كانوا يصرون ان تكون زينات قبلهم في اي عمل.

 

ولدت زينات صدقي يوم 20 مارس 1913 في حي الجمرك في مدينة الإسكندرية باسم زينب محمد سعد، درست في «معهد أنصار التمثيل والخيالة» الذي تأسس من قبل الفنان زكي طليمات في الإسكندرية لكن والدها منعها من إكمال دراستها وقام بتزويجها ولم يستمر الزواج لأكثر من عام، بدأت حياتها الفنية كمغنية في بعض الفرق الفنية، شاهدها الفنان نجيب الريحاني وعرض عليها دورا في مسرحية له، وأطلق عليها اسم زينات حيث تسمت باسم صديقتها المقربة «خيرية صدقي» حين أخذت منها اسم صدقي، وكانت القاسم المشترك في دور سليطة اللسان أو الخادمة أو المرأة بنت البلد في عدد الأفلام المصرية.

 

أحبت “زينات” العمل بالفن ولكن رفض عمها لدخولها هذا المجال, جعلها تترك الإسكندرية عقب وفاة والدها لتنتقل مع والدتها للعمل كمطربه في كازينو بديعة مصابني، إلا أن بديعة اختارت لها الرقص إلى جانب تحية كاريوكا وسامية جمال”.فبدأ “زينات صدقي” مشوارها الفني كراقصة في ثلاثينيات القرن العشرين، حتى شاهدها الفنان “نجيب الريحاني” ورشحها للعمل معه في الفرقة من خلال دور في مسرحية “الدنيا جرى فيها إيه”، ثم قدمت عدد من الأدوار المسرحية منها “عاوزة أحب” و”الكورة مع بلبل”.

اشتهرت “زينات صدقي” في المسرح بدور الخادمة سليطة اللسان ثم نقلت هذه الشخصية إلى السينما، وكان أول أعمالها السينمائية فيلم “وراء الستار” عام 1937م، والذي قدمت بعده عدداً هائلاً من الأفلام حيث كانت تتمتع بخفة ظل غير عادية وقبول طاغي اكسبها لوناً خاصاً، فأصبحت أشهر عانس في تاريخ السينما المصرية واشتهرت بعبارتها المأثورة “كتاكيتو بنى”.

في نهاية الستينات بدأت “زينات صدقي” في الاختفاء التدريجي ولم تظهر سوي في أعمال قليلة أشهرها فيلم “معبودة الجماهير” عام 1967م، بينما كان أخر أعمالها فيلم “بنت اسمها محمود” عام 1976م، وعقب فترة انقطاع تصل إلى 16عاماً قضتها “زينات” في بيتها بدون عمل، توفيت يوم 2 مارس 1978م بعد أسبوع واحد من إصابتها بماء على الرئة.

بلغ الرصيد الفني للفنانة “زينات صدقي” حوالي 150 فيلماً، ومن أبرز أعمالها السينمائية: “بنت اسمها محمود” و”معبودة الجماهير” و”حلاق السيدات” و”العتبة الخضراء” و”شارع الحب” و”إسماعيل يس في مستشفى المجانين” و”إسماعيل يس في الأسطول” و”أنت حبيبي” و”مدرسة البنات” و”أيامنا الحلوة” و”عفريتة إسماعيل يس” و”غزل البنات”، “الآنسة حنفي” و”ابن حميدو”.

نالت الراحلة “زينات صدقي” العديد من التكريمات عن مشوارها الفني حيث كرمها الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر”، كما كرمها الرئيس الراحل “أنور السادات” في العيد الأول للفن عام 1976م.

عملت مع معظم الممثلين الكبار في تلك الفترة منهم يوسف وهبي وإسماعيل ياسين وشادية وعبد الحليم حافظ وأنور وجدي، بل أن الأفلام التي شاركت في بطولتها تجاوزت 400 فيلم.

 

بعد أن اكتسحت مجال الكوميديا النسائية، مع عدد قليل من «نجمات السينما المصرية» مثل ماري منيب ووداد حمدي في فترة ستينيات القرن العشرين، بدأ نجمها في الأفول وأدار لها زملاؤها ظهورهم فاضطرت لأن تبيع أثاث بيتها حتى تحصل على الطعام، فزينات التي أضحكت الملايين لا تجد من يواسيها بكلمة طيبة، أو يمسح دموعها المأساوية وظلت في طي التجاهل، حتى كرمها أنور السادات في عيد الفن عام 1976.

 

زينات صدقي وعبقرية الكوميديا

We dig deep in the news to uncover the roots

All Rights Reserved© Al Mawsam

bottom of page