تحيا مصر
مصر تجذب 12 مليار دولار استثمارات عربية
لم يتمالك الحضور في قمة شرم الشيخ الاقتصادية الا ان يصفقوا بحرارة في ختام كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهو يقول عبارته المنشودة ببسمته المعهودة : تحيا مصر.
هذا الاعراب عن المحبة العارمة لمصر ليسس اعتباطيا، وحب مصر الذي يدفّيء قلوب محبيها ليس حبا عابرا بل حبا اصيلا متأصلا نابت من تاريخ مصر العريق وحضارة مصر العظيمة التي اعطت العلم للعالم ومهدّت الطريق ليصل العلم الى ما وصل اليه اليوم.
ولأنها مصر، ولأنها أم الدنيا، ولأن شعبها من انجب الشعوب واطيب الشعوب وأمرح الشعوب، ولأن جيشها من خير اجناد الارض، ولأن الله طمأن من يدخلها انه سيكون آمنا، لا يمل المتآمرون من التآمر عليها لاحباطها واضعافها.
الا انها تقوم من كل محنة كطائر الفينيق لتعلّم العالم من جديد انها المحروسةوأن المكر لا يمكن ان يغلب الطيبة وان الشر لا يمكن ان يقتل الخير.
مصر اليوم التي احبطت بثورتها مؤامرة عالمية عليها بفضل جيشها وبقضل رئيسها الحالي، وضعت ايضا عراقيل جمة امام المتآمرين على البلاد والشعوب العربية برمتها وقضحت الوهم الكبير الذي اطلقوا عليه زورا اسم الربيع العربي.
مصر وشعبها وجيشها وبرغم الحرتقات السامة التي يفتعلها بعض عملاء المؤامرة، استطاعت ان تلجم فتنة مذهبية وطائفية كبرى يخطط لها اعداء هذه الامة وينفذها حثالة من الانذال والمجرمين الذين باعوا وطنهم ودينهم للشيطان بثمن قليل واحيانا من غير ثمن بالمطلق، بل جهلا وغباء وامعانا في العناد والتكبر.
ولأن هنالك من يؤمن بمصر وامكاناتها ومكانتها، فقد حضر هؤلاء الى شرم الشيخ ليقولوا لمصر انهم معها قلبا وقالبا واغدقوا عليها ما امكن من مساعدات واستثمارات مالية هي بأمس الحاجة اليها في الوقت الراهن بعدما عانت ما عانته خلال السنوات الاخيرة. وقد خصت كل من الكويت والسعودية والإمارات العربية مصر بحوالي 12 مليار دولار بواقع أربعة مليارات لكل منها، من بينها ثلاثة مليارات في الإجمال في صورة ودائع لدى البنك المركزي المصري. وأكدت الكويت أنها ستستثمر 4 مليارات دولار في مصر، وتعهدت عمان بتقديم 500 مليون دولار نصفها في صورة منحة والنصف الآخر في شكل استثمارات.
شدد الرئيس السيسي على أن مساعدة مصر، التي تواجه في شمال سيناء جهاديين بايعوا تنظيم داعش، يخدم استقرار المنطقة بأسرها.
واكد إن "استقرار المجتمع المصري ركيزة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط".
كما اعلن أن مصر تريد "تنمية تحقق نموا متوازنا وعادلا (وأن) نقدم نموذجا للحضارة العربية والإسلامية: دولة تنبذ العنف والتطرف، تعزز الاستقرار الإقليمي، تحترم جوارها، تدافع ولا تعتدي".
ويشارك مسؤولون سياسيون وماليون ومدراء شركات كبرى في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام أعلنت الحكومة المصرية أنه يستهدف جذب استثمارات دولية.
حضور بريطاني وأمريكي
وتعزز مشاركة وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والبريطاني فيليب هاموند الفكرة بأن السيسي، بات حليفا لا يمكن الاستغناء عنه في لعالم العربي في وقت يجهد العالم بمحاربة تنظيم داعش الذي تحصن في مناطق اغتصبها في ليبيا وسوريا والعراق.
وقال كيري في كلمته أمام المؤتمر إن "الولايات المتحدة ملتزمة دعم إصلاحات الاقتصاد المصري. الشعب الأمريكي ملتزم بأمن ورفاهية الشعب المصري".
والجمعة، أعلنت شركة جنرال إليكتريك الأمريكية أنها ستستثمر 200 مليون دولار أمريكي لإنشاء مركز للتدريب والتصنيع في مدينة السويس المصرية على قناة السويس. وان مركزها الجديد في مصر لتصنيع منتجات متنوعة في قطاعات الشركة العملاقة المختلفة مثل توليد الطاقة، البترول والغاز، الطيران والنقل الحديدي، سيخلق حوالي 500 فرصة عمل للمصريين خلال السنوات 3-5 المقبلة.
ودان ولي عهد السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز الذي أعلن المساعدات الجديدة " ما تشهده مصر من حوادث إرهابية" وطالب "المجتمع الدولي بعدم ازدواجية المعايير والفهم الدقيق لما يجري من أحداث ودعم جهود الحكومة المصرية لتثبيت الاستقرار".
بينما شدد ناب رئيس دولة الإمارات محمد بن راشد آل مكتوب على أهمية دور مصر الإقليمي قائلا : "يعلمنا التاريخ أن مصر عندما تكون قوية فإنها قادرة على بث الحياة في الأمة وقيادة مسيرتها".
ويشارك في المؤتمر كذلك العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيسي الفلسطيني محمود عباس.
وأعلنت السلطات المصرية مشاركة أكثر من ثمانين دولة و23 منظمة ومؤسسة مالية دولية في المؤتمر المنعقد تحت عنوان "دعم وتنمية الاقتصاد المصري: مصر المستقبل".
وأصدر الرئيس السيسي الخميس قانونا يسهل الاستثمارات ويزيل العقبات التي يشكو منها المستثمرون ويقدم مزايا تحفيزية لهم في وقت تأمل فيه السلطات تحقيق نسبة نمو لا تقل عن 4,3% خلال السنة المالية 2015/2016 في حين أن المعدل السنوي للنمو خلال السنوات الأربع التي أعقبت سقوط مبارك راوح حول 2%.
تحيا مصر
الموسم